شلل الوجه النصفي أو الشَّلَلُ الوَجْهِيُّ المُحِيطِيُّ أو شَلَلُ بِيلْ أو شَلَلُ بِلْ أو الضَّجَم أو الفَجَم (بالإنجليزية: Bell’s palsy، وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلى الطبيب الاسكتلندي تشالرز بيل الذي درس ووصف واكتشف علاقة هذه الإصابة بالعصب الوجهي، كان ذلك في القرن التاسع عشر الميلادي)
وشلل الوجه النصفي هو نوع من الشلل الوجهي، وهو عبارة عن شلل أو ضعف يصيب أكثر من نصف عضلات الوجه السفلى نتيجة إصابة العصب القحفي السابع ويكون السبب في أغلب الحالات مجهولاً. وتحدث الإصابة به فجأة، وتشفى أغلب الحالات أي ما يقارب ۷۵% إلى ۸۵% خلال الأسابيع الثلاث الأولى من الإصابة. ويصيب كل الفئات العمرية بما فيها الأطفال ونسبته بين الرجال والنساء متساوية ولكنه يزيد في مراحل الحمل الأخيرة، وتتفاقم إصابته مع مرضى السكري. كما أنه يمكن أن يصيب جانبي الوجه في نفس الوقت. وتزيد نسبته في فصل الشتاء.
ونستعرض علم الأمراض لهذه الإصابة نجد انه يقسم إلى ثلاث أنواع، فالاصابة المعتدله أو البسيطة تؤدي إلى مايسمى بالشلل المؤقت للعصب “neuropraxia” وفي هذه الاصابة هي الشائعة ويكون العصب سليم ولكن سرعة توصيلة تكون بطيئة مقارنة بالطبيعي وتشفى سريعاً. اما النوع الثاني وهي الاصابة المتوسطة قد تؤدي إلى قطع تدفق بلازما المحور في العصب وبالتالي قطع المحور العصبي حيث يحدث تدهور وانتكاس للعصب من ۲-۳ أسابيع. ويحدث الشفاء التام خلال شهرين. اما النوع الثالث وهي الاصابة الخطيرة قطع العصب الوجهي “neurotmesis” ويحدث التدهور والانتكاس خلال مدة قصير من ۳-۵ أيام وفيه يحدث النمو للعصب ببط شديد حيث يتراوح نمو العصب من ۲ إلى ۳ ملم باليوم، والشفاء يتطلب وقتا طويلاً وربما ينتهي الامر بالمريض بما يسمى التزامن أو الالتحام “synkinesis” وهو عباره عن فشل العصب الوجهي في الشفاء فتحدث أن تنمو الياف عصبية جديدة بعد حدوث الشلل خلف العصب تتصل بطريقة خاطئة بعضلات الوجه وهذا يعتبر ضرر أو إعاقة دائمة فينتج عن ذلك حدوث بعض الاعراض مثل : نزول الدموع عند الاكل، وعند محاولة الابتسام ترمش العين، رجفه وتشنجات عضلية بالوجه.
العصب السابع يشبه إلى حد كبير سلك هاتف يحتوي على ۷۰۰۰ ليفه عصبيه فرديه كل ليفه عصبيه تحمل الإشارات الكهربائية إلى عضله معينه بالوجه، فتنتقل هذه الإشارات العصبية “المعلومات” خلال اليفه العصبية لعصب الوجه لتتجه إلى عضله معينه لتجعل الشخص يضحك، أو يبكي أو يبتسم وهذا يعني ان العصب يعمل على إحداث التعابير المختلفة بالوجه لذا فقد أسماه بعض العلماء عصب التعابير الوجهيه. إن العصب السابع لا يحمل فقط المعلومات إلى العضلات بل تشمل مسئوليته الغدد الدمعية، والغدد اللعابية وعضلة العظم الركابي في الاذن الوسطى وكذلك يكون مسئولا عن التذوق في مقدمة اللسان.
فهذه الوظائف المعقدة جدا للعصب الوجهي قد تتأثر نتيجة اي ضرر يلحق بالعصب فينتج عنها بعض الاعراض التي سنذكرها لاحقا والتي من أهمها : جفاف العين أو الفم، ارتجاف، ضعف أو شلل الوجه، أو اضطراب التذوق. والم بالاذن
الأعراض الشائعة
بشكل مما يجعل المصاب ينعزل عن المجتمع وهذه أحد أهم اثاره النفسية والاجتماعيه على المصاب. ومن أهم الاعراض : عدم القدرة على إغماض العين، عدم القدرة على تجعيد الجبهة، عدم القدرة على النفخ أو التصفير، ميلان الفم ويظهر جليا عند محاولة الابتسام أو الضحك “ابتسامه ملتويه”، نزول الماء من زاوية الفم أثناء الشرب أو المضمضة، الم تحت الاذن، تجمع الاكل بين الخد واللثه، خدر أو تنميل بالجهه المتأثرة خاصة حول الشفتين، نزول الدمع “دموع التماسيح” أو جفاف العين.
الأسـباب
لايوجد أسباب معروفه، وعلى اية حال ان للأسباب التالية دوراً كبيراً في حدوث الاصابة:
العدوى والالتهابات الفيروسية المباشرة للعصب السابع.
الامراض الفيروسية مثل النكاف والحصبة الألمانية.
اصابات البرد (التعرض للتيار الهوائي البارد).
اصابة العصب مباشرة كالحوادث أو العمليات الجراحية.
الاصابات الوعائية والدماغية مثل السكته الدماغية.
الضغط المباشر على العصب بسبب ورم أو عظم.
مرض السكري.
الثلث الأخير من الحمل.
الوراثه.
العلاج
يعتمد العلاج الصحيح والسريع والبدء بالعلاج المناسب وإحالة المريض إلى اخصائي العلاج الطبيعي. كما أن الحالة النفسية للمريض لها دورا كبيرا في التحسن. لذا لابد من توضيح الاصابة للمريض ومشاركته وتطمينه بان أغلب الحالات اي ما يقارب ۷۰% إلى ۸۰% تتشافى باذن الله خلال بضعة اسابيع من خلال المواظبه على العلاج والمتابعه.
يمكن ان نقسم العلاج التأهيلي إلى مايلي:
الاجراءات الوقائية بعد الاصابة، العلاج بالادوية، العلاج الطبيعي والعلاج الجراحي.
الاجراءات الوقائية بعد الاصابة، حيث ينصح عادة باتخاذ بعض الاجراءات الوقائية بعد الإصابة مثل استعمال الدموع الاصطناعية لمنع جفاف قرنية العين وبالتالي حمايتها من التقرح ومرهم ليلاً أو استعمال جهاز الرطوبه بالغرفة للحفاظ على القرنيه ليلا رطبة. لبس رقعة أو تغطية العين واستعمال النظارات الشمسية ،الابتعاد عن ضوء الشمس والتلفاز، مضغ العلكة باستمرار لتنشيط العضلات والاعصاب.
العلاج بالادوية
حيث تشمل المعالجة الدوائية الكورتيزون ومضادات الفيروسات واستعمال الباراسيتامول مثل البانادول.
العلاج الطبيعي
يلعب العلاج الطبيعي دورا هاما في العلاج والتحسن السريع حيث يخضع المريض إلى جلسات علاجية تشمل:
اجراء مساج من قبل المعالج وبطرق معينه قبل الدخول في طرق العلاج الاخري.
إعطاء بعض التمارين لاعادة تاهيل عضلات الوجه ويتم تطبيقها امام المرآه.
استعمال الاشعه تحت الحمراء.
الاشعه أو الموجات القصيرة لتخفيف حدة الالم والتهابات.
التنبية الكهربائي لنقاط محدده على الوجه تعمل على اعادة عمل العضلات والاعصاب.
بعد الخروج من المركز العلاج الطبيعي يجب عليه في البيت اجراء مساج خفيف مع اجراء التمرينات التأهيل